الانتخابات في سلا.. هدوء يسبق العاصفة

الانتخابات في سلا.. هدوء يسبق العاصفة

ذوحيد بنسعيد

القادم من الأخبار في  مطابخ الأحزاب  وكواليس اجتماعات “خاصة” يؤكد أن حرب الانتخابات لم تضع أوزارها بعد وان هدوء حذر يسيطر على الأجواء في الانتخابات بسلا، حيث يبدو ذلك الهدوء مرحلة أخيرة قبل قدوم عاصفة قد تغير كل شيء.  ، وأن نهاية الشهر الجاري ستكون اللحظة الفاصلة لظهور اللوائح النهائية للمرشحين للانتخابات الجماعية ،الجهوية و التشريعية المقبلة .

حيث  وضعت وزارة الداخلية آجالاً محددة لوضع الترشيحات وبداية ونهاية الحملة الانتخابية، والسقف المالي للصرف الانتخابي الذي رفع 50 في المئة وأصبح في حدود 350 ألف درهم مغربي بدل 250 ألفاً في التشريعيات السابقة . وصارت هناك إلزامية لتقديم الفواتير وتبرير النفقات كما منعت الداخلية استعمال المساجد والإدارات العمومية ووسائل الدولة في الدعاية الانتخابية، ووزع الزمن الانتخابي على الأحزاب المشاركة في المسلسل بحسب وزنها السياسي.

زيادة على ذلك، بدأ المجلس الوطني لحقوق الإنسان، الجهة المشرفة على المراقبين المحليين والدوليين، في تلقي طلبات المراقبة الانتخابية من قبل المنظمات والجمعيات العاملة في المجال .
من جهوة أخرى يطرح الهدوء الحالي جعل العديد من التساؤلات تخرج من  المدينة المليونية والمهتمين  بالشأن السياسي و الانتخابي بها ،حيث انه خارج حديث مقاييس أخلاقيات العمل السياسي، فإن الواضح، أن  الاخبار الرائجة هنا وهناك، والتلميحات تشير الى أن الفوز سيكون من نصيب  اشخاص معروفين بالمدينة ذوو خبرة رغم ما يشاع عن شخصهم و ما تلوحه بعض الالسن طعنا في شرفهم عوض محاولة التواصل مع الساكنة واقناعهم ببرنامج أكثر وضوحا وقوة من برامج الاخرين.

وتشير التوقعات بانحدار حزب العدالة والتنمية من التدبير المحلي مع إمكانية محافظته على مقعده البرلماني، حيث ظل غياب العمدة عن الساحة بشكل واضح يعرفه الصغير قبل الكبير ولم يراعي أن الساكنة ترى في شخص “العمدة” المتتبع لحاجياتهم و المنصت لمشاكلهم والمدافع عن مصالحهم ،إضافة الى اعدام التواصل مع  أغلب الجمعيات لمجرد خلاف سياسي بل ونفذت جل المقاطعات أنشطة جمعوية باسمها مما أضر بالجمعيات ولم تراعي مسألة عمل الجمعيات واستراتيجياتها لا ليونة ولا تواصلا .

و تنشر حاليا بعض الصفحات الصور التي تحمل قبل وبعد قاصدين بذلك التحولات التي عرفتها بعض الأماكن دون الحديث عن روح الأشياء وكيف تم تحويل الأشياء وكم عدد المتضررين قبل المستفيدين وهل كانت هناك استراتيجية ام مجرد ابراز عضلات ضحيتها الأول هو المواطن المسكين الذي لا حيلة له سوى انه صوت لهم.

من جهة أخرى لازال جل الساكنة يحتفظون بذكريات متميزة مع العمدة السابق والبرلماني الحالي الدكتور نور الدين الأزرق استنادا على الاستقرار والنجاح الذي تحقق في عهده وتواصله مع الجميع في مكتبه بشكل شبه يومي.

مما يجعله المرشح الأقوى للعودة الى التدبير المحلي من باب “العمدية’ لخبرته ودراسته الاكاديمية و وجوده المتواصل بالمدينة.

ينافسه في ذلك غريمه السيد ادريس السنتيسي والذي يتقاسم معه حس التواصل مع الجميع رغم اختلاف التوجهات السياسية والتي من المحتمل ان تحمل اندماجا مستقبلا لتدبير اكثر قوة وتنمية.

لكن يظل الامر ليس سهلا مع وجود أحزاب في الساحة وان كان مرشحوها غير قادرين على استيعاب ضرورة التواصل الفعال واعتمادهم على التخمينات مما يضعفهم اكثر مما يقويهم.

من ناحية أخرى فقد اعتمدت بعض الأحزاب  لم تفز لمدة في الانتخابات مثل الاستقلال الاتحاد الدستوري الاتحاد الاشتراكي على  مجموعة من المرشحين قد يخلقون المفاجأة في حصولهم على مقاعد ضمن التسيير اذا عرفوا كيف يواجهون العاصفة.

ورغم كل التحركات الواضحة للجميع والمعلنة على الملأ في بعض الأحزاب والمرشحين  إلا أن هناك بعض المؤشرات الى تدل على أن عملية جس النبض قد بدأت فيما يتعلق ب بالفائز بلقب العمدة و الفائزين بالولاية التشريعية.

إلى هذا الحد، يبدو أن الأمور تسير على طبيعتها وكما هو مخطط لها،  لكن مع قرب وضع الترشيحات تعيش الحياة السياسية  بسلاالصمت الأخير قبل انطلاق العاصفة .

admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: