الاستاذ البداوي ادريسي يكتب..الشعب المغربي يخلد الذكرى 46 لملحمة المسيرة الخضراء

الاستاذ البداوي ادريسي يكتب..الشعب المغربي يخلد الذكرى 46 لملحمة المسيرة الخضراء

 

 
يخلد الشعب المغربي، يوم السبت 6نونبر، بفخر واعتزاز بالمكتسبات التي تحققت في مسار الوحدة الترابية، وفي أجواء تطبعها التعبئة الوطنية الشاملة، تحت قيادة أمير المؤمنين صاحب الجلالة والمهابة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، الذكرى السادسةوالأربعين للمسيرة الخضراء، التي تعد من الذكريات الوطنية البارزة في سجل ملحمة تحرير البلاد، واستكمال استقلالها الكامل، وتحديد الوحدة الترابية •
تاريخ 6نونبر1975ذكرى موشومة في السجل بطولات الشعب المغربي، وهي تدعونا الى استحضار شريط المسيرة الخضراء، الملحمة التي سجلها المغاربة في تاريخهم الحديث، وأحد الأحداث الدولية البارزة، التي ميزت منتصف العقد السابع من القرن العشرين، الذي كان عقدا شديد التوتر، بسبب اشتداد الصراع بين المعسكرين الغربي والشرقي، وهو الصراع الذي أدى الى بروز مجموعة من بؤر التوتر، ومنها قضية الصحراء المغربية• وبقوة الايمان وبأسلوب حضاري سلمي فريد من نوعه، أظهرة المسيرة الخضراء للعالم أجمع صمود المغاربة وارادتهم الراسخة في استرجاع حقهم المسلوب، وارادتهم في انهاء الوجود الاستعماري، بالالتحام والعزيمة والحكمة، اذ حققت المبادرة أهدافها وحطمت الحدود المصطنعة بين أبناء الوطن الواحد، سلاحها العلم الوطني والقرأن الكريم والتمسك بالفضيلة وبقيم السلم والسلام في استرداد الحق والدفاع عنه•
والواقع أن استكمال الوحدة الترابية للمملكة لم ينطلق يوم المسيرة الخضراء، فقط، بل كان انطلاق جيش التحرير في الجنوب سنة 1956،لاستكمال الاستقلال في باقي الأجزاء المحتلة من التراب الوطني، واستمرت مسيرة التحرير بقيادة المغفورله جلالة الملك محمد الخامس، بارادة صلبة ليتحقق استرجاع اقليم طرفاية سنة 1958،ويتواصل الكفاح في عهد الملك الراحل جلالة الملك الحسن الثاني تغمده الله برحمته، بملاحم نضالية، حيث تم استرجاع حاضرة قبائل ايت باعمران مدينة سيدي افني يوم 30يونيو سنة 1969،وتكللت بالمسيرة التاريخية في 6نونبر1975،التي جسدت عبقرية الملك الموحد، وقوة ايمانه بالحق في استرجاع الأقاليم الجنوبية الى حظيرة الوطن، فكان النصر حليف المغاربة، اذ ارتفعت راية الوطن خفاقة في سماء العيون، يوم28فبراير 1976،مؤدنة بنهاية الوجود الاستعماري في الصحراء المغربية، الذي ذهب الى غير رجعة، واختتمت بعودة اقليم وادي الذهب الى حظيرة الوطن في 14غشت 1979 •
وأبرز مايميز قضيتنا الوطنية الأولى، حاليا، أنها موضوعةفي اطار مبادرة الحكم الذاتي، الذي ستمكن من الطي النهائي للملف، باعتبارها مبادرة واقعية، ومنطقية، وديمقراطية، وتنسجم مع منطق الأحداث والتاريخ، واستمرة ملحمة صيانة الوحدة الترابية لاحباط مناورات خصوم الوحدة الترابية للمملكة، تحت قيادة باعث النهضة المغربية صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، اذ يقف المغرب اليوم، ثابتا في الدفاع عن حقوقه المشروعة مبرزا، باجماعه التام، استماتته في صيانة وحدته الترابية، ومؤكدا للعالم أجمع ارادته القوية وتجنده الموصول دفاعا عن مغربية صحرائه، ومبادرته الجادة لانهاء النزاع الاقليمي المفتعل بالمنطقة المغاربية الذي طال أمده جراء تعنت وعناد خصوم الوحدة الترابية والمناوئين لحقوق المغرب على أراضيه المسترجعة•
ويأتي القرار 2602 الصادر عن مجلس الأمن التابع لمنظمة الأمم المتحدة،بخصوص قضية الصحراء المغربية، وهو قرار تم اعتماده بأغلبية 13صوتا بينهم أربعة دول كبرى من الأعضاء الدائمين في المجلس، في مقابل امتناع دولتين فقط عن التصويت، كتتويج للانتصارات الدبلوماسية التي حققتها المملكة المغربية، واعتراف الولاية المتحدة الأمريكية الصريح بمغربية الصحراء.
وتتجلى أهمية القرار الجديد لمجلس الأمن، كذلك، في تأكيده على أهمية المبادرة المغربية للحكم الذاتي كاطار واقعي وعملي وذي مصداقية كأفق وحيد لتسوية ملف الصحراء المغربية •
 
عاش الملك وعاشت المملكة المغربية الشريفة، والصحراء مغربية وستبقى مغربية الى أن يرث الله الأرض ومن عليها•
 
البداوي ادريسي : مدير مسؤول عن جريدة الأحداث الأسبوعية
والكاتب العام للاتحاد الوطني المستقل لقطاع الصحافة والاعلاميين

admin

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: