ندوة “المغرب وإفريقيا” تفصل في مكانة المغرب ضمن المنظومة الدولية انطلاقا من افريقيا

في ندوة “المغرب وإفريقيا” التي نظمتها مؤسسة الفقيه التطواني مستضيفة للمناقشة الموضوع كلا من الموساوي العجلاوي، الخبير في الشؤون الإفريقية، والباحث في مركز إفريقيا والشرق الأوسط، وهشام حافظ، أستاذ باحث في معهد الدراسات الإفريقية والاستاذ الجامعي في العلاقات الدولية عبدالفتاح البلعمشي .
ومساهمة ايمان بوهرارة ( رئيسة تحرير ecoactu.ma)؛ فاطمة ياسين( رئيسة قسم المجتمع بجريدة الصحراء المغربية) ؛ عبدالحق بلشكر ( مدير موقع اليوم 24)..
وقد سير الندوة كل من أبو بكر الفقيه التطواني رئيس مؤسسة الفقيه التطواني للعلم والأدب ومحمد بلقاسم مدير موقع مدار21.
وركزت الندوة على ثلاث محاور أساسية، الأول يتعلق بالسياق الدولي و الوطني اللذان ساعدا المغرب على بلورة سياسة افريقية حقيقية تعتمد على التعاون الإفريقي الإفريقي. المحور الثاني يتطرق إلى مراحل التعاون الاقتصادي و المالي خصوصا منذ بداية سنة 2000، والمحور الثالث سيكون موضوع نقاش حول التحديات الاقتصادية التي سوف يواجهها المغرب داخل الاتحاد الأفريقي خصوصا بعد تفعيل منظمة التبادل الحر الافريقية.
وفي تدخل للاستاذ الموساوي العجلاوي، الباحث بمركز إفريقيا والشرق الأوسط، إن المغرب تمكن من إعادة التوازن إلى الاتحاد الإفريقي الذي عاد إليه سنة 2017، بعدما كانت الجزائر وجنوب إفريقيا مسيطرتين على هذه المؤسسة، مشيرا إلى وجود تحولات جيوسياسية كبيرة تشهدها إفريقيا، قد تمكن المملكة من تعزيز موقعها في القارة.
مشيرا أن القارة الإفريقية تنشطر حاليا إلى مجالات جيوسياسية متعددة تعرف صراعات داخلية وخارجية، كما تعيش بلدانها “مشاكل في وظائف الدولة”، وأشار إلى أن الدولة مثلا في منطقة الساحل والصحراء تنكمش أو تكاد في محيط العاصمة.
العجلاوي أشار إلى المشاكل الواقعة في منطقة القرن الإفريقي، لاسيما الصراع الداخلي في إثيوبيا، وكذا ما يقع في منطقة البحيرات الكبرى من صراعات إثنية وحدودية، وأيضا في أقصى الجنوب، لاسيما تراجع نفوذ جنوب إفريقيا والمشاكل الداخلية التي تعرفها هذه الدولة من فساد وفقر، فضلا عن قضايا شمال إفريقيا لاسيما القضية الليبية وامتداد تأثيرها على عموم منطقة البحر الأبيض المتوسط، وأخيرا التوتر الحاصل في العلاقات بين المغرب والجزائر.
كما أشار العجلاوي إلى دور المغرب في إعطاء توجه جديد للاتحاد مع محاولات إصلاح المؤسسة القارية التي وصفها بالضعف لغيابها عن تدبير مختلف الأزمات التي تعيشها المنطقة، مشيرا إلى تركيز الدبلوماسية المغربية برئاسة الوزير ناصر بوريطة على قضية الإصلاح، لتجاوز “الترهل” الذي يعرفه الاتحاد “المثقل باللجان واللجان الثنائية والرباعية” حسب وصف العجلاوي.
وقال العجلاوي إن تموقع المغرب داخل الاتحاد سمح له باختراق كتلة جنوب إفريقيا، حيث سحبت دولة مالاوي اعترافها بجبهة البوليساريو، وعلى نهجها سارت زامبيا، فضلا عن وصول المغرب إلى دول شرق إفريقيا، ودوره في حل القضية الليبية رغم العراقيل التي وضعت أمامه.
وأضاف أننا اليوم صرنا أمام “توازنات سياسية دولية جديدة تتحكم في القرارات السياسية” مسجلا ما وقع في ملف علاقات المغرب مع إسبانيا وألمانيا، وتوجهه إلى تعزيز العلاقات مع دول شرق أوربا.
هذا التوجه نحو شرق أوربا قرأه العجلاوي بمحاولة المغرب إحداث توازنات في علاقاته مع الاتحاد الأوربي التي تشكل ثلثي مبادلاتنا التجارية و”بالتالي لا ينبغي أن يبقي فقط على العلاقات مع فرنسا وإسبانيا، فلابد من تغيير وتنويع هذه العلاقات” يؤكد المتحدث.
من جهته قال الباحث هشام حافظ، أستاذ باحث في معهد الدراسات الإفريقية ان هناك اتفاقيات كثيرة للمغرب مع دول افريقية يمكن استخراج منها مقاربات توجه المغرب نحو افريقيا بما يضمن تموقعه القاري خاصة يضيف الباحث اتخاذ المغرب للمقاربة البيئية وتجدد الطاقات ضمن توجهاته الديبلوماسية.
وفي تدخله اشار استاذ العلاقات الدولية عبدالفتاح البلعمشي الى ان المغرب يعمل مع حلفائه الجدد على تموقع جيوسياسي جديد مبني على الاقرار بمغربية الصحراء وليس الاعتراف حسب تعبيره مشيرا ان المغرب يعرف محيطه الديبلوماسي جيدا.
وقد تميزت الندوة بنقاش متميز وبنكهة صحافية رفيعة المستوى بين خيرة الصحفيات والصحفيين الحاضرين.