التساقطات المطرية الأخيرة تنعش آمال الفلاحين بحوض اللوكوس
و م ع
أنعشت التساقطات المطرية الأخيرة آمال منتجي النباتات السكرية بحوض اللوكوس في الحصول على محصول جيد خلال الموسم الفلاحي 2023 – 2024.
ويعتبر حوض اللوكوس من المناطق الرئيسية للزراعات السكرية بالمغرب، لما يتميز به من ظروف ملائمة تتجلى في وجود تربة متنوعة وغنية، وتساقطات مطرية مهمة وبنيات تحتية توفر السقي تحت الطلب ودون انقطاع، وكذلك على بنية صناعية بطاقة استيعابية مهمة خاصة بالشمندر السكري بالقصر الكبير.
بخصوص الموسم الفلاحي 2023-2024، أفادت المديرية الجهوية للفلاحة بطنجة تطوان الحسيمة أن المساحة المزروعة بالشمندر السكري بلغت 3500 هكتار، بينما بلغت المساحة المغروسة بقصب السكر 3023 هكتار، وبالتالي تصل المساحة الإجمالية للزراعات السكرية بحوض اللوكوس إلى 6523 هكتار.
وسجلت المنطقة، منذ بداية الموسم الفلاحي إلى غاية الوقت الراهن، معدل تساقطات راوح 351 ملم، وعلى الرغم من انخفاض هذا المعدل بنسبة 24 % مقارنة مع الموسم الفلاحي الفارط (436 ملم)، إلا أن التوزيع الجيد في هذه السنة كان له أثر إيجابي على نمو النباتات السكرية.
وفي هذا السياق، وفي إطار تتبع تقدم الموسم الفلاحي الخاص بالنباتات السكرية، انعقد اجتماع اللجنة التقنية الجهوية للسكر يومه 24 فبراير 2024 بمقر المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي للوكوس، ترأسه مدير المكتب بحضور ممثلي معامل السكر “سونابيل” و “سوراك” وكذا رئيس جمعية منتجي النباتات السكرية للوكوس.
وكان هذا اللقاء فرصة للوقوف علي الوضعية الحالية للزراعات السكرية، ومناقشة مختلف التدابير المتخذة من طرف كل المتدخلين لمواكبة الفلاحين حيث تم التأكيد على أن جل حقول الشمندر السكري تبدو في حالة جيدة ، وذلك راجع أساسا الي التساقطات المطرية المنتظمة ودرجات الحرارة المعتدلة، كما أن الحالة الصحية لجميع المساحات المزروعة تبقى جيدة بفضل تدخل مجموعة كوسومار، بشراكة مع مختلف الفاعلين في المنطقة، من خلال مرصد تتبع وقاية النباتات السكرية.
وجرى التأكيد على ضرورة السهر على تتبع السلسلة بشكل يومي، لتفادي ظهور الأمراض الفطرية خصوصا التبقع السوركوسبوري والحشرة النحاسية، من أجل تسهيل محاربتها وضمان الحصول على المردودية والجودة المطلوبة، مع الإشارة إلى أن حالة حقول القصب السكري تبقى في وضعية جيدة، لاسيما بفضل اتخاذ جميع التدابير لانطلاق موسم الحش بنهاية شهر مارس 2024.
وحسب المصدر نفسه، فقد عرف هذا الموسم الفلاحي حزمة من الإجراءات التي تروم الرفع من تنافسية النباتات السكرية، من خلال منح إعانات للأسمدة كجزء من برنامج الحد من تأثير الإجهاد المائي وغلاء أسعار المدخلات الفلاحية ، خصوصا الأسمدة الأزوتية مثل اليوريا 46 والأمونيترات 33.5.
وقد تم تحديد الأسعار المدعومة من قبل الدولة على التوالي بـ 330 درهما و240 درهما للقنطار، وذلك لضمان إمكانية الولوج وبالتالي السماح للفلاحين بالاقتصاد في أثمنة الأسمدة تصل الى 4000 درهم مقارنة بالموسم الماضي. وبالإضافة الي ذلك، فقد تم رفع أسعار بيع النباتات السكرية بمقدار 80 درهما للطن بالنسبة للشمندر السكري، كما تم رفع ثمن طن قصب السكر بمقدار 70 درهما.
من جهة أخرى فقد تم إعطاء انطلاقة خطة إنعاش القصب السكري المبرمة في إطار الشراكة بين الدولة والفدرالية البيمهنية للسكر، والتي سيتم العمل عليها في أفق الأربع سنوات المقبلة.