المنتدى الخامس للتعاضدية العامة: التعاضد كدعامة للتنمية الاجتماعية و التضامن الدولي.

المنتدى الخامس للتعاضدية العامة: التعاضد كدعامة للتنمية الاجتماعية و التضامن الدولي.

 

نظمت التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية بمدينة أكادير المنتدى الخامس ضمن فعاليات الجمع العام العادي السابع و السبعين، تحت شعار “بناء نموذج تعاضدي جديد: أولوية وطنية ومسؤولية جماعية”. هذا الحدث الدولي البارز جمع خبراء و مختصين من مختلف القارات لتبادل التجارب و مناقشة أهمية التعاضد كأداة لتعزيز التنمية الاجتماعية و الاقتصاد التضامني.

تناول المنتدى في محوره الأول موضوع “التعاضد كركيزة للاقتصاد الاجتماعي التضامني: رؤى دولية”، حيث شارك متحدثون بارزون بمداخلات ثرية قدمت رؤى و تجارب متنوعة حول العمل التعاضدي. افتتح السيد لويس ألبرطو ديسا سيلفا، رئيس اتحاد التعاضديات بالبرتغال و نائب رئيس الاتحاد العالمي للتعاضد بالقارة الأوروبية، أعمال الجلسة بعرض مفصل عن التجربة الأوروبية، مؤكدًا دور التعاضديات في تحقيق التوازن الاجتماعي و تعزيز التنمية المستدامة.

من جانبه، تناول السيد سورو مامادو، رئيس التعاضدية العامة لموظفي ساحل العاج و ممثل الاتحاد الإفريقي للتعاضد، أهمية التضامن الإقليمي في مواجهة التحديات المشتركة بالقارة الإفريقية، مسلطًا الضوء على دور التعاضد كحل فعال لدعم الفئات الهشة. أما السيد أندريس رومان، رئيس منظمة التعاضديات بأمريكا و نائب رئيس الاتحاد العالمي للتعاضد بالقارة الأمريكية، فقد قدم رؤية متميزة حول تجربة أمريكا اللاتينية، موضحًا كيف تسهم التعاضديات في تعزيز العدالة الاجتماعية و تقليص الفوارق الاقتصادية في المجتمعات.

هذه المداخلات عكست التنوع الثقافي و الجغرافي في مقاربات العمل التعاضدي، و أكدت أن التعاضد يشكل أداة عالمية تتيح تعزيز التعاون بين الدول و تطوير السياسات الاجتماعية لمواجهة التحديات الراهنة.

و في سياق هذا الحدث البارز، تبرز جهود السيد مولاي إبراهيم العثماني، رئيس التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية، كعنصر حاسم في النجاح الذي حققته التعاضدية العامة على الصعيدين الوطني و الدولي. بفضل رؤيته الثاقبة و مثابرته، أصبحت التعاضدية العامة نموذجًا يحتذى به في تجسيد ورش الحماية الاجتماعية الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله. كما عزز السيد العثماني مكانة المغرب في الاتحادين العالمي و الإفريقي للتعاضد، حيث انعكس هذا التمثيل إيجابيًا على الدبلوماسية الموازية، خاصة فيما يتعلق بدعم قضية الصحراء المغربية لدى الدول الإفريقية و دول أمريكا اللاتينية مثل الأرجنتين.

جاء المنتدى الخامس ليؤكد أن التعاضد ليس فقط رافعة للتنمية الاقتصادية و الاجتماعية، بل أيضًا أداة استراتيجية لتعزيز التضامن الدولي و ترسيخ قيم العدالة الاجتماعية. يمثل هذا الحدث محطة هامة في مسار التعاضدية العامة لتعزيز مكانة المغرب كفاعل ريادي في مجال الحماية الاجتماعية و التنمية المستدامة.

Admin

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *